لى وقع صوت آذان المغرب موعد إفطار الصائمين ، وفي أجواء إيمانية مميزة وسط نابلس مدينة التعايش والسلام وبمبادرة من منظمة تطوُّع وبحضور رئيس بلدية المدينة الوزير سميح طبيله ، تداعى رجال الدين في المدينة ، يمثلون الطوائف الدينية الثلاث المقيمة في المدينة ، من الطائفة السامرية ، والطوائف المسيحية الثلاث ، إضافة الى رجال دين ومواطنين مسلمين ، تداعوا بالعمل يدا بيد على توزيع المياه والتمور قبيل موعد افطار الصائمين على دوار المدينة الرئيس - ميدان الشهداء - وذلك للمواطنين المتأخرين عن الوصول إلى بيوتهم داخل المدينة، وممن تعذر وصولهم الى بيوتهم خارج المدينة ، وعلى أصحاب خدمات النقل العمومية الذين يتأخرون يومياً عن العودة لبيوتهم في الموعد المحدد للإفطار .
هذه هي نابلس ، بهذه العبارة علّق اللواء عبد الإله الأتيرة ، قائلا: " لم يتردد احد عن قبول الدعوة وبترحاب كبير، كل من وجهت له منظمة تطوُّع من الطوائف الدينية المختلفة حضروا للمشاركة ، بل أن بعضاً منهم حرص على مشاركة المواطنين في الإفطار مع موعد الإفطار".
اما رئيس البلدية المهندس سميح طبيلة فقال : اليوم نرسل الرسالة من نابلس ، إن الوطن لا زال بخير واننا يدا واحدة مسلمين ومسيحيين وسامريين ، نعلن إن نابلس مدينة التعايش والمحبة والسلام ، كما كل مدن فلسطين .
الفعالية لقيت تفاعلاً كبيراً من المواطنين؛ حيث عبر ناشطون عبر صفحات التواصل الاجتماعي عن استحسانهم لهذا النوع من الفعاليات، مطالبين منظمة "تطوُّع" بتكرارها وتوجيه دعوة عامة لكافة مواطني الطوائف للمشاركة بشكل أوسع، وأبدوا رغبتهم للاندماج بمثل هكذا فعاليات ولبرامج تطوعية أخرى بشكل عام.
وقد عبر الأب يوسف سعادة، راعي كنيسة الروم الكاثوليك، عن سروره بالمشاركة في الفعالية، مما يسهم في تقريب أهالي نابلس من بعضهم أكثر، مؤكداً على مدينة نابلس باعتبارها تاريخياً أنموذجاً ناجحاً للتعايش بين الأديان.
وفي معرض تعليقه على الفعالية؛ قال الأب يوسف إبراهيم نيروز، راعي الكنيسة الأسقفية: "هذه هي نابلس... نابلس الإخاء والتسامح والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، الذين يجمعهم حب الوطن ولا تفرقهم اختلافاتهم الدينية...".
أما الأب يوستونيوس، راعي دير وكنيسة بئر يعقوب، فقد رحب بشدة بهذا النوع الفريد والمميز من الأنشطة، مبدياً استعداده الدائم للمشاركة في مثل هكذا أنشطة، ومعبراً عن سعادته الغامرة بمشاركة أهالي نابلس جزءً من طقوس شهر رمضان المبارك.
ووجه سكرتير الطائفة السامرية، الاستاذ اسحق السامري، الذي شارك بالفعالية، شكره وتقديره الكبيرين لمنظمة تطوُّع صاحبة هذه المبادرة والمبادرات التطوعية الأخرى. مبدياً فخره بروح الأجواء الأخوية والتعاون التي سادت النشاط.
من جانبه، عبر الشيخ أحمد شوباش، مفتي محافظة نابلس، عن ارتياحه لهذا النوع من الأنشطة، التي تتماشى مع روح الإسلام وتعاليمه، والتي تحث على التسامح والتعايش مع الآخر. وأثنى على برامج المنظمة خلال شهر رمضان وعلى مدار العام.
وقد عقب الدكتور عبد الله كميل، رئيس مجلس ادارة منظمة تطوُّع على هذه المبادرة، مبدياً سعادته لما عكسته هذه الصورة المشرقة من روح الأمل بعلاقات اجتماعية متأصلة ومسالمة تميزت بها نابلس تاريخياً، وأكد عليها المشاركين في الفعالية من رجالات الدين في المدينة، وهي رسالة مباشرة لها معانيها ومضامينها العميقين ووقعها الخاص بين أبناء الشعب الواحد.
يُشار الى أن منظمة تطوع، وضمن برنامج "فكر بغيرك...! قد أقرت سلسلة فعاليات رمضانية للشهر الفضيل في كافة محافظات الضفة الغربية وعلى مدار الشهر، ويشمل ذلك توزيع السلال الغذائية على العائلات المستورة المستحقة، اضافة الى توزيع التمور والمياه قبيل الافطار للصائمين المتأخرين على المفارق والمداخل الرئيسية في المحافظات.
